دراسة تكشف العلاقة بين التدخين اليومي وتقلص حجم الدماغ

 

كشفت دراسة حديثة أجريت على أكثر من 28000 شخص أن التدخين اليومي للسجائر يقلل من حجم الدماغ.

ووفق دورية لايف ساينس قام الباحثون بتحليل بيانات تصوير الدماغ من البنك الحيوي في المملكة المتحدة، إضافة إلى فحوصات الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي، فوجدوا أنه مقارنة بالأشخاص الذين لم يدخنوا أبداً يومياً، فإن المشاركين الذين يدخنون على أساس يومي في وقت ما قبل تصوير أدمغتهم كانت أحجام أدمغتهم أصغر بمقدار 0.4 بوصة مكعبة أي ما يعادل 7.1 سم مكعب في المتوسط.

وأشار الباحثون إلى أن هذا الاختلاف في حجم الدماغ تضمن انخفاضاً بمقدار 0.3 بوصة مكعبة، ما يعادل 5.5 سم مكعب في المادة الرمادية للدماغ والتي تحتوي على الأجسام الضخمة لخلايا الدماغ أو الخلايا العصبية، بينما كان التدخين يومياً في مرحلة ما في الماضي مرتبطاً أيضاً بانخفاض 0.1 بوصة مكعبة ما يعادل 1.6 سم مكعب في المادة البيضاء بالدماغ والتي تشمل الخيوط المعزولة الطويلة التي تربط الخلايا العصبية ببعضها.

كما وجد الباحثون أنه من بين المدخنين اليوميين السابقين أظهر المشاركون الذين يدخنون بكثافة اختلافات أكبر في حجم المادة الرمادية، حيث تم ربط كل سنة بعبوة إضافية يتم تدخينها، وهو مقياس يعادل تدخين علبة واحدة يوميا لمدة عام بانخفاض قدره 0.01 بوصة مكعبة أي 0.15 سم مكعب في حجم المادة الرمادية في المتوسط، مبينين أن علاقة الجرعة والاستجابة تدعم فكرة أن التدخين يقلل من حجم الدماغ بشكل سببي، وفي المقابل لم تؤثر كثرة تدخين الأشخاص بشكل كبير على حجم المادة البيضاء لديهم.

وكشفت تحليلات أخرى أن الأشخاص الذين أقلعوا عن التدخين لفترة أطول كانت لديهم مادة رمادية أكثر بقليل في أدمغتهم مقارنة مع أولئك الذين أقلعوا عن التدخين مؤخراً، ويشير هذا إلى أن التوقف عن التدخين يمكن أن يعكس بشكل طفيف انخفاض حجم الدماغ، ما يدعم فكرة إنشاء رابط سببي بين التدخين وانخفاض حجم الدماغ وأنه هو الذي يقود التغييرات.

سارة أبوسمرة