التسمم الغذائي في الصيف

 

ترتبط بعض الأمراض والمشاكل الصحية بمواسم وفصول معينة، ويُعد التسمم الغذائي أو تسمم الطعام كما يُطلق عليه، من الأمراض الأكثر شيوعاً في فصل الصيف وإن كان البعض يصاب به في فصول وأوقات أخرى.
والتسمم الغذائي هو من الأمراض المنقولة بالغذاء، يسببه تناول الطعام أو الماء الملوث، وتُعتبر الجراثيم المعدية بما فيها البكتيريا والفيروسات والطفيليات أو سمومها، و يمكن أن تتسبب هذه الجراثيم وسمومها في تلوث الطعام أثناء مرحلة التجهيز أو الإنتاج، كما يمكن أن يحصل التلوث في المنزل في حال تم تحضير الطعام وطهيه بطريقة غير صحيحة.
وتتسبب العديد من العوامل البكتيرية أو الفيروسية أو الطفيلية بالتسمم الغذائي، فيما تحدد نوعية الكائن الحي الذي أصابك جراء تناول طعام ملوث والكمية التي تعرض لها الجسم والعمر والحالة الصحية بحدة المرض ومدته.
ويمكن للجميع الإصابة بالتسمم الغذائي، لكن بعض الفئات هي أكثر عرضة لهذا الخطر من غيرها مثل كبار السن ممن يشهدون ضعفاً في الجهاز المناعي وعدم الاستجابة الفورية والفعالة للكائنات الحية المُعدية المسببة للتسمم الغذائي ، و الحوامل اللاتي يشهدن تغيرات في عملية الأيض والدورة الدموية أثناء الحمل، ما يزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي الذي قد يُعرض حياة الأجنة لخطر مماثل إنما في حالات نادرة، والرُضع والأطفال الصغار بسبب عدم نضج أجهزتهم المناعية بشكل تام، وأصحاب الأمراض المزمنة، إذ تُقلل بعض الأمراض مثل السكري أو مرض الكبد أو تلقي العلاج الكيميائي والإشعاعي للسرطان من الاستجابة المناعية وبالتالي زيادة خطر التعرض للتسمم الغذائي.
وأبرز أعراض التسمم الغذائي التي يمكن أن تظهر في غضون ساعات من تناول الطعام الملوث هي الغثيان والتقيؤ ، الإسهال ،مع الإشارة إلى أن التسمم الغذائي قد يكون بسيطاً في بعض الحالات ويمكن الشفاء منه دون الحاجة لعلاج، فيما تحتاج الحالات الشديدة من التسمم الغذائي للعناية الطبية الفورية.
وفي حال عدم علاج التسمم الغذائي الحاد، فإن مضاعفات التسمم الغذائي غير المُعالج قد تكون خطيرة في بعض الأحيان وتهدد حياة المصابين به، وأبرز هذه المضاعفات هي الجفاف وفقدان الماء والأملاح والمعادن الرئيسية جراء التقيؤ والإسهال، وفي حال عدم تعويض هذه السوائل المفقودة، فإن الجفاف يمكن أن يُشكل مشكلة صحية خطيرة.
وتبقى فئة الرُضع وكبار السن الأكثر عرضة لمضاعفات التسمم الغذائي وكذلك الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة وأمراض مزمنة كالجفاف الشديد جراء فقدان الكثير من السوائل، وهؤلاء بحاجة لدخول المستشفى.
وبعد استعراض مجمل أسباب وأعراض ومضاعفات التسمم الغذائي، يجب التنويه الى أن هذه المشكلة لا تُشكل خطورة على الحياة إلا في حال عدم علاجها بسرعة وبطرق فعالة ، كما يمكن الوقاية من الإصابة بالتسمم الغذائي في كافة الأوقات، وتحديداً خلال فصل الصيف، من خلال إتباع إجراءات وقائية تتضمن الغذاء والنظافة من ضرورة غسل اليدين جيداً بالماء والصابون، وذلك قبل وبعد الانتهاء من التعامل مع الأغذية وأثناء تحضير الطعام، والتأكد من تنظيف الأسطح والأواني وكافة المستلزمات المستخدمة في تحضير الطعام بشكل مستمر، خصوصاً قبل التحضير، واستخدام ألواح تقطيع وأدوات منفصلة لتحضير الخضروات واللحوم، لمنع انتقال البكتيريا والجراثيم من اللحوم للخضار والعكس صحيح، والاحتفاظ بالأطعمة النيئة منفصلة عن الأطعمة الجاهزة عند التسوق، وأثناء إعداد الطعام أو تخزينها.
وأيضاً علينا ضرورة الحرص على طهي الأطعمة على درجة حرارة آمنة تصل إلى 75 درجة مئوية، بالإضافة إلى ضرورة تبريد وتجميد الأطعمة بشكل صحيح، وتبريد المنتجات القابلة للتلف والفساد سريعاً مثل البيض ومشتقات الألبان في غضون ساعتين من وقت الشراء ، والتخلص فوراً من الطعام عند الشك في سلامة إجراءات الإعداد أو التخزين ، وتجنب اللحوم غير المطبوخة جيدًا، والتأكيد على مُعِد الطعام أن تكون كاملة النضج لضمان القضاء على البكتيريا بها ، واستخدام المياه المعبأة أثناء السفر، وعدم شرب الماء من مصادر غير موثوقة، فقد تكون ملوثة وغير صالحة للاستخدام والتأكد من نظافة الطعام وطهيه جيدًا في المطاعم الخاصة بالفنادق وعدم تناول السلطات التي يصعب التأكد من غسلها جيدًا وهي مقطعة لأجزاء صغيرة، والابتعاد عن أطعمة الشارع، وفي حال الشعور بأية أعراض للتسمم الغذائي، مثل آلام المعدة القوية والإسهال يجب الذهاب فوراً إلى الطبيب وتناول الأدوية المناسبة.. ودمتم بصحة وأمان.

الصيدلانية سارة محمد شاهر أبو سمرة