بيت الشعر بالشارقة يستضيف أمسية تفيض بأشعار الحنين
أقام بيت الشعر بدائرة الثقافة في الشارقة أمسية شعرية مميزة، يوم الثلاثاء، الموافق 19 سبتمبر 2024، ضمن فعاليات منتدى الثلاثاء الذي يحتفي بالقصيدة والإبداع. وقد شهدت الأمسية مشاركة كل من الشعراء: يزن عيسى من سوريا، وأبوبكر الجنيد يونس من السودان، وعلي مصطفى لون من نيجيريا، بحضور الشاعر محمد عبدالله البريكي، مدير البيت.
أدار الأمسية الإعلامي بشار صقر، الذي رحب بالحاضرين بكلمات دافئة، معبرًا عن سعادته لوجودهم في أمسية من أمسيات بيت الشعر في إمارة الشارقة، هذا الصرح الذي افتتحه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وقد أعرب بشار عن شكره وامتنانه للشيخ لما قدمه ويقدمه من دعم للثقافة والشعراء الناطقين بلغة الضاد والمحافظين على تراث الأمة وديوان العرب.
بعد كلمات الترحيب، انطلقت الأمسية والتي كانت مليئة بالكلمات الجياشة والمشاعر المتدفقة، حيث بدأ الشاعر يزن عيسى الذي حاز على المركز الثاني في جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2023 عن ديوانه “أجنحة تحاول فهم الريح”. استهل قراءته بقصيدة تضمنت “بطاقة تعريف” عابرًا من خلالها محطات الحياة بحلوها ومرها:
“ها أبلُغُ العشرينَ…أجمَعُ
أحرُفي عامـا فعاما
كــــي أكتُبَ البيتَ الأخيرَ
عسى أُخَلِّدُني خِتاما
أحيا لأمنَحَ أســــطُري
حرباً، وتمنَحَني الـسَّــلاما
أمشي كـأنّ الأرضَ بيتُ
أبي، وأحتَرِفُ الأَماما
أبدو كما أبدو…ولكـنْ
لـســـتُ أُشْـبِهُني تمـامــا”.
بعد أن سرد يزن سيرة حياته وتداعياتها في النص الأول، أبدى تمسكه بها كمن يمسك بجمرات الأحلام حتى لو كانت هذه الأحلام مجرد أوهام. من خلال كلماته، تمكن من إيصال مشاعر تناقضات الحياة:
“بلغْنـــا شُـــــــرفةَ الآتي، فُرادى
ونادَينـــا، لنكتشـــفَ المُنـــادى
حُفاةً، لم نجــد في الرّيــحِ مـأوىً
ولم نحـــزمْ لــرحلتنــا عتــــــــادا
وقُلنـــا، والبِــلادُ تســــــــيـــلُ منّا
دمـــاً، والأمــسُ يملؤنا رَمــــــادا:
ســـنـحلمُ، والمسافةُ محضُ وَهْمٍ
وليلُ الخـوفِ في دمِنـــــا تمــادى”.
ثم جاء دور الشاعر أبوبكر الجنيد يونس، الذي قرأ عن الوطن ومعاناته وأصوات الاغتراب، متنوعًا في مضامين قصائده حيث استخدم القناع كوسيلة للتعبير عن عواطفه. قرأ من قصائده المليئة بالحنين والألم، حيث عبر عن قوة العاطفة وتأثره بالمكان:
“تشتَّتت في فيافي اللهِ مُهجَتُهُ
وما هُناكَ سوى.. حبلٍ من المَسَدِ
فيهِ من النُّورِ.. ما يجلو جواهِرَهُ
ومن دُجى النَّفسِ.. حُلمُ النَّفسِ.. بِالرَّغَدِ
وفيهِ رغبةُ طينيٍّ.. مُمَرَّدةٌ
ذاتُ افتِراسٍ.. بِما في.. فَكَّيِ الأسَدِ
لها جناحا ملاكٍ .. رحمةً وهُدًى
وتستغيثُ، بِحَولِ اللهِ ذي المَدَدِ”.
واصل أبوبكر تقديم المشاعر العميقة المتعلقة بالحنين، وما يمازج الوطن من عذاب، مؤكدًا على تفاصيل المكان وأثرها عليه:
“سُدًى.. يهفو إلى.. ليلىٰ.. فُؤادي
وليلىٰ.. عنهُ في.. شُغُلٍ.. بِوادي
يقاسيها حنين