غير مصنف

المقداد: العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط شعارات الغرب ومزاعمه وكشف نفاقه وافتقاره للقيم الإنسانية

الانخراط المباشر للولايات المتحدة في العدوان، والدعم السياسي والعسكري والمالي والإعلامي غير المحدود الذي توفره مع عدد من حلفائها لـ “إسرائيل”، فواشنطن منعت مجلس الأمن من النهوض بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الإقليميين، وفتحت مخازن أسلحتها، واستخدمت الفيتو 5 مرات خلال بضعة أشهر لتمكين الكيان الإسرائيلي من مواصلة جرائمه.

 

لا بل إن الإدارة الأمريكية منحت نفسها دون حق سلطة في تحديد القرارات الملزمة وغير الملزمة لمجلس الأمن وفقاً لأهوائها ومصالحها، وهو ما تجلى بمسارعتها لنفي الطابع الملزم للقرار 2728 الداعي لوقف لإطلاق النار في غزة بعد ساعات من صدوره، في حين أن القرار 2735 الذي تقدمت به الإدارة الأمريكية في مجلس الأمن لم يكن سوى زرع للأوهام، ولم يهدف أبداً لحماية الشعب الفلسطيني، أو تطبيق نظرية المسؤولية عن الحماية التي وظفوها لغزو دول وزعزعة أمنها واستقرارها ونهب ثرواتها، بل كان لتحقيق مكاسب انتخابية داخلية، وإتاحة المزيد من الوقت لتمكين “إسرائيل” من إبادة المزيد من الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.

 

لقد أسقط العدوان الإسرائيلي على غزة جميع الشعارات والمزاعم التي تسوقها بعض الدول الغربية للتدخل في شؤون دول أخرى، وكشف كذبها ونفاقها، وافتقارها للقيم الإنسانية، وأكد انحيازها السافر للاحتلال على حساب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

 

لم يرتوِ مجرمو الحرب في الكيان الإسرائيلي من دماء عشرات آلاف الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بل أمعنوا في اعتداءاتهم المتكررة على الأراضي السورية، والتي كان آخرها العدوان الجوي الآثم الذي استهدف مبنى سكنياً في دمشق ومناطق في أطرافها فجر الأحد الماضي، والذي سبقه اعتداء طال محيط مدينة بانياس.

 

إن هذه الأعمال العدوانية تهدد بنشر نيران الحرب في أنحاء كثيرة من المنطقة والعالم ما لم يتم لجم “إسرائيل” عن عدوانها ومساءلتها عن جرائمها.

 

لقد حذرت سورية من تداعيات اسـتمرار تلك الاعتداءات، وطالبت مراراً الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهما لوقفها، والمساءلة عليها، إلا أن الإدارة الأمريكية منعت المجلس من القيام بأي دور ملموس، ووفرت الحصانة لـ “إسرائيل” ومجرميها، وهو ما ينتهك التزاماتها كدولة دائمة العضوية في المجلس.

 

تؤكد سورية مجدداً على حقها المشروع في الدفاع عن سيادتها وأمنها واستقرارها وتحرير أرضها المحتلة بكل الوسائل التي يضمنها القانون الدولي.

 

تطالب سورية بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الشقيق والقرى المدنية الآمنة في الجنوب اللبناني، والتي أدت إلى استشهاد أعداد من المدنيين وتدمير بلدات وتهجير قاطنيها، وتخريب الأراضي الزراعية جراء استخدام الفوسفور الأبيض المحظور دولياً.

 

لقد أحيا الشعب السوري بمن فيهم أهلنا في الجولان السوري المحتل، الشهر الماضي، الذكرى الـ 50 لرفع علم الجمهورية العربية السورية في سماء مدينة القنيطرة بعد تحريرها من براثن الاحتلال الإسرائيلي، وبهذه المناسبة تعيد سورية تأكيد عزمها الذي لا يلين على رفع علمها على كامل ترابها الوطني بعد تحريره من آفتي الاحتلال والإرهاب.

 

وتؤكد سورية أن الجولان المحتل كان وسيبقى عربياً سورياً، وهو جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخروج من حالة الصمت والجمود، والتحرك لإلزام “إسرائيل” بالكف عن مساعيها الرامية لتغيير الهوية الثقافية والتكوين الديموغرافي والطابع العمراني والهيكل المؤسسي والوضع القانوني للجولان السوري المحتل، ولوضع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وفي مقدمتها القرارات 242 و338 و497 موضع التطبيق بما يكفل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.

 

وتشدد سورية على الدور المهم لبعثتي الأندوف والأونتسو، وضرورة عدم المساس بهما أو حرفهما عن ولايتهما الأساسية التي تنقضي حصراً بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية.

 

FacebookTwitterTelegramVKYahoo Mail

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى