تمون العباس أم لأربعة شهداء وجريح وطن
دمشق_صوت سورية
“رغم أنني فقدت أربعة من أبنائي، إذا تطلب الأمر سأهدي أبنائي الباقين فداء للوطن الغالي”، بهذه الكلمات بدأت حديثها الأم والجدة تمون العباس أم غياث من قرية أم الطيور في ريف حماة.
إحدى الخنساوات السوريات أم غياث كغيرها من النساء اللواتي خلال الحرب الإرهابية على وطنهن سورية قدمن للعالم أجمع نموذجاً رائعاً للصبر والصمود، مبشّرين بأنه وعلى مر الزمان ستبقى سورية تلد الكثير من الأبطال.
في حديثها بمناسبة عيد الشهداء الذي يصادف اليوم تقول أم غياث التي تزور حالياً أحد أبنائها بدمشق: “علمت أبنائي ما تعلمته من أهلي من قيم ومبادئ وأخلاق وحب للوطن، وفي كل مرة يأتيني خبر استشهاد أحدهم يمنحني الله القوة والصبر على المصاب.. أصلي كل يوم وأدعي لجميع الشهداء بالرحمة ولذويهم بالصبر والسلوان ولسورية بالنصر “.
معان سامية وقيم إنسانية رفيعة لم تغب أيضاً في حديثها عن ابنها جريح الوطن مرعي العباس الذي استطاع أن يدرك حجم المؤامرة على وطنه فالتحق في صفوف القوات الرديفة وكأخوته الشهداء لم يتردد لحظة في التضحية، حيث تعرض لأربع إصابات أثناء أدائه واجبه وأصبح شهيداً حياً يروي بطولاته لرفاقه.
وقال مرعي: “إن حب الوطن ومعرفتنا أنه يتعرض لمؤامرة كبيرة دفعنا أنا وإخوتي طوعاً للدفاع عنه.. فالقيم والمبادئ والتضحية بالغالي والنفيس معان نبيلة مغروسة في دمنا لتبقى راية سورية عالية خفاقة بالعز والكرامة”، مضيفاً: “في عام 2012 أزهر أول شهيد في بيتنا مع أخي محمود ليكمل عباس ويعرب مشوار الشهادة معا وبنفس اليوم، ومن بعدهم استشهد أخي عمار ليكونوا بذلك من أوائل الشهداء الأخوة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن”.
مرعي الذي يتابع رحلته في الحياة بالعمل والإنتاج، ما زال يعيش ذكرى أشقائه الشهداء كل يوم، وينظر إليهم كمنارة تهدي إلى حب الوطن بوصفه هو المعشوق الأول الذي لا يساويه ولا يدانيه معشوق آخر على حد تعبيره، مؤكداً أن إصابته تجدد في روحه حب الحياة والعمل لبناء الوطن وإعادة إعماره.