بطاقة تكامل تزيدالطين بلة

 

يقول المثل فوق الموتة عصة قبر
رغم المحاولات الحثيثة التي سعت وتسعى لها وزارة حماية المستهلك لحمايته إلا انها تبقى قاصرة أمام معاناة المواطنين من الطبقة الفقيرة التي اصبحت غالبية الشعب السوري وفق أحدث الاحصائيات.
وامام واقع اقتصادي منهار لايمكن تحقيق أي جزء من العدالة لهذه الطبقة؛ومن ثم تأتي بطاقة تكامل “لتزيد الطين بلّة”
البطاقة التي تم اعتمادها لتخفيف العبء عن الفقراء،في الواقع هي تزيد معاناتهم فلم ينته المواطن من الوقوف على الطوابير بأشكالها حتى أتت أزمة الحصول على البطاقة ذاتها او نقلها اوتعديل بياناتها نظرا الى ان الانترنت السلحفاة لا يساعدهم على الدخول على تطبيق وين والتعديل عليه هذا فيما لو كانت هذه الطبقة لديها امكانيات استخدام الانترنت، يعني “فوق الموتة عصة قبر”
من امام مركز تكامل في منطقة البرامكة الوحيد حاليا في العاصمة دمشق بعد اغلاق بقية المراكز تقول السيدة هدى وهي ام لثلاثة أطفال والدموع في عينيها هذا هو اليوم السابع الذي ٱتي به إلى مركز تكامل في البرامكة علما أنني اسكن في ريف دمشق منطقة الصبورة وأمام المواصلات السيئة والطقس الرديئ انا مضطرة لترك ابنائي من اجل اضافة بيانات على البطاقة ونقلها من محافظة الى اخرى، وتنهال بالبكاء “كل يوم من الساعة السابعة منذ سبعة ايام وانا احضر الي هنا وانتظر الدور دون جدوى”
وتردف قائلة يمكن بدي معجزة او قدرة الهية ليوصل الدور عندي.
اما ابو محمد الموظف في البلدية يقول واقفين بهالبرد من الساعة سبعة و ما في دور متل العالم كلشي بالواسطة بيمشي لك حتى المعترين صارت طبقات واللي بيدفع بيربح بمعنى بيمشي حالو، والله تارك شغلي مشان البطاقة اللي ماجابت غير الشقى والتعتير للفقير ولومومحتاج مابنطر ع الدور اسبوع كامل بشكل يومي
وتستوقفني امرأة لا تعرف القراءة ولا الكتابة ولا تملك جهاز مبايل يحمّل برنامج وين وليس لها معيل وتقول: احدالجيران فعّل لها البطاقة من جهازه وكل مرة تأتي الرسالة تذهب اليه لكي يدخل من جهازه على البرنامج من اجل معرفة الدور والمستحقات سواء خبز يومي او غاز او تدفئة.
هؤلاء هم الفقراء الذين تسعى تكامل لأنصافهم؟!
بل لاذلالهم وجعلهم يركضون من مكان لٱخر باحثين عن ابسط متطلبات الحياة
وعلى خلفية ماحدث من جراء رفع الدعم عن بعض البطاقات واستبعادها دون دراسة منطقية وواقعية تثبت بطاقة تكامل عدم جدواها بل وفشلها إن صح التعبير.

تحقيق …امينة الباكير