مجد خير.. ابتسامته وتفانيه في العمل جواز مروره لحياة كريمة

 

 

بالنسبة للرجال يعتبر طول القامة أمراً مهما لكن بالنسبة للشاب مجد خير فقد تقبل قصر قامته واختلافه عن أقرانه بسعادة.. وآمن بأن النجاح في الحياة أساسه الإرادة وحب العطاء.

 

يعمل خير في قسم الأشعة في “مشفى الشهيد زيد الشريطي” بمدينة السويداء ويمتلك شعبية كبيرة بين زملائه والمراجعين فقد عرف بدماثته وعبارات الترحيب اللائقة التي يستقبل بها المراجعين مقدماً نموذجاً مجتمعياً للموظف المخلص بعمله والإنسان الناجح بتجاوز ظروف إعاقته الجسدية.

 

ابتسامة خير يزرعها في نفوس المراجعين عند استقبالهم رغم ضغط العمل وهموم الحياة لتكون يده حاضرة على مفاتيح لوحة التحكم في جهاز الحاسوب في مختلف أوقات العمل يدون عبرها جداول المواعيد إضافة إلى ما يقوم به من إدخال للبيانات المتعلقة بعمل مديرية الصحة وطباعتها.

 

ووفق خير 33 عاماً فإنه يعمل بالمشفى منذ 8 سنوات مستفيداً من الخبرة المهنية التي اكتسبها في مجال الحاسوب بعد اتباعه دورات خاصة عقب حصوله على شهادة التعليم الأساسي حيث كان توجهه لهذا المجال المحبب بالنسبة له والذي كان له عوناً للانطلاق نحو الحياة والعمل الذي يعزز مكانة الإنسان بين أفراد المجتمع.

 

بكلمات مفعمة بالإيمان بقدره يقول خير “إرادة رب العالمين فوق كل شيء وعلى الإنسان ألا ييأس مهما كان ظرفه فالشيء الذي يحرم منه أي شخص يمكن تعويضه بأشياء وأعمال مميزة تترك أثراً طيباً لدى الآخرين”.

 

بشاشة الوجه والقيام بواجبه المهني دون أي تذمر رغم ضغط العمل هو ما يميز خير وفقاً لمعاون رئيس قسم الأشعة في المشفى هيثم أبو سعيد مبيناً كيف أعطى جمالية للمكان الذي يشغله ووظف فيه إحساسه الإنساني النبيل وكان أحد الجنود المجهولين خلال سنوات الحرب على سورية ومثل قدوة للآخرين حيث لم يمنعه وضعه الصعب من إثبات حضوره الفاعل.

 

بينما أشار العامل سابقاً بقسم الأشعة نزيه العلي إلى معاني العطاء التي تسكن داخل خير ومدى حبه لمساعدة من يعرفه أو لا يعرفه.

 

رئيس اللجنة الإدارية لفرع الجمعية السورية للمعوقين جسدياً بالسويداء نزار شجاع أشار إلى أن خير يمثل حالة للتميز ويؤكد عبر عمله أن الإنسان قادر على العطاء مهما كانت الظروف لافتاً بالوقت نفسه إلى حالة الإصرار الموجودة لديه التي تكللت بإتقانه العمل في مجال الحاسوب واستمراره بالتحدي حيث نجح بقيادة سيارة والتحكم فيها بما يتناسب مع وضعه.