انقلاب في الغابون..خسارة جديدة لفرنسا الاستعمارية..وصراع التحول العالمي مستمر
بقلم: الصحفي أحمد رفعت يوسف
دوي إطلاق نار في العاصمة الغابونية ليبرفيل تلاه إعلان ضباط في جيش الغابون عبر التلفزيون الرسمي عن انقلاب عسكري جاء بعد ثلاثة أيام فقط من انتخابات رئاسية فاز بها علي بونغو الذي يحكم البلاد منذ ١٤ عاما وهو حليف قوي جدا للفرنسيين.
البيان يقول إن الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر للمصداقية ونتائجها باطلة والنظام القائم في البلاد انتهى.
مع هذا الانقلاب الجديد تكون فرنسا الاستعمارية المجرمة التي أقامت رفاهية شعبها واقتصادها على سرقة ثروات دول وشعوب أفريقيا قد خسرت موقعا جديدا بعد المواقع التي خسرتها في النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
المهم في الانقلاب الجديد في الغابون أنه يوجه ضربة في الصميم للمحاولات الفرنسية الأمريكية لتطويق انقلاب النيجر وإعادة السلطات العميلة السابقة.
كما يؤكد أن ما يجري في أفريقيا ليس مجرد محاولات انقلابية للاستئثار بالحكم بقدر ما هي حركات تحرر جديدة للطرد النهائي للمستعمر الفرنسي القديم والأمريكي الجديد الذي يهيمن على القارة الإفريقية وثرواتها عبر أنظمة عميلة ليست سوى أداة داخلية المستعمر الخارجي.
وفور إعلان الانقلاب أعلنت شركة التعدين الفرنسية “إراميت” تعليق كافة عملياتها في الغابون.
كما أعلن العنصري جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن ما يحدث في غرب أفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا.
ولمعرفة حجم ما تسرقه فرنسا من إفريقيا نشير إلى مثالين فقط حيث مالي الغنية بالذهب تسرق فرنسا كل هذه الثروة حتى أن معظم ما تمتلكه من ذهب لدعم الاقتصاد الفرنسي مسروق من مالي فيما شعب مالي لايمتلك شيئا من ثروته الذهبية إلا ما يتقاضاه بعض الماليين من أجور لقاء أعمالهم كعبيد في مناجم الذهب التي تنهبها فرنسا.
وفي النيجر الغنية باليورانيوم تسرق فرنسا كل هذه الثروة وتشغل فيها محطاتها النووية والكهربائية وووقودها وأسلحتها النووية فيما شعب النيجر يعيش في الفقر والحاجة.
ما جرى في الغابون اليوم لاينفصل عما يجري من رسم للمنظومة العالمية الجديدة حيث تتراجع هيمنة المنظومة الاستعمارية الغربية برأسها الأمريكي وامتداداتها الأوربية وتحديدا بريطانيا وفرنسا وإدارتها الصهيونية وبالمقابل نشهد صعود القوى الشرقية برأسيها الصيني الروسي التي تملأ الفراغ الذي يتشكل بعد طرد الشعوب الأفريقية للفرنسيين والأمريكيين حيث الصين وروسيا تعملان في أفريقيا بطريقة بعيدة عن العقلية الاستعمارية لفرنسا والمنظومة الغربية وفق معادلة (رابح رابح).
كما لايمكن فصل ما يجري عن الرد الروسي على الحشد الأمريكي والناتو ضدها في أوكرانيا والردود على هذه المنظومة الاستعمارية سنراه في أكثر من مكان وطريقة منها ما يجري في سورية ومنطقة شرق المتوسط وغرب آسيا التي ستكون المكان الذي سيعلن فيه المنتصر في هذا الصراع الشرس وليس لدينا أدنى شك بأنه سيشهد إعلان هزيمة المنظومة الاستعمارية الغربية الأمريكية الأوروبية الصهيونية وانتصار المنظومة الشرقية برأسيها الصيني الروسي.