بحث وزير التربية الدكتور دارم طباع مع رئيس الجامعة التربوية الحكومية الروسية البروفيسور ألكسي لوبكوف سبل تعزيز التعاون في المجالين التربوي والثقافي بين سورية وروسيا.
وأكد الدكتور طباع خلال اللقاء الذي عقد في مقر الجامعة بموسكو اليوم أن الجانب السوري يتطلع إلى ترسيخ التعاون مع المؤسسات التعليمية والتربوية الروسية وتطوير تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية واللغة العربية في المدارس الروسية وتبادل المدرسين والطلبة والكتب الدراسية ووفود المتخصصين والخبراء وكذلك تبادل الخبرات في إطار التعليم الافتراضي في البلدين.
بدوره رأى لوبكوف أن هذا اللقاء دليل على المستوى الرفيع الذي بلغته العلاقات بين روسيا وسورية في مجال التربية والتعليم وهو يسهم في تطوير الحوار الشامل بين الجانبين مؤكداً أن روسيا تولي اهتماماً كبيراً لتعزيز التعاون مع سورية وخاصة بعد اتخاذ خطوات ملموسة وإرساء قواعد ثابتة في هذا المضمار.
وأشار المشاركون في اللقاء من الجانبين إلى أن بناء العلاقة بين المؤسسات التربوية والتعليمية في سورية وروسيا بدأ قبل سنتين وهو يعود بنتائج مثمرة على الجانبين اللذين يبذلان جميع الجهود الممكنة للمضي قدماً في تعليم الروسية في سورية والعربية في روسيا باعتبار أن اللغة أداة مهمة للتواصل بين الشعوب وتطوير التبادل الثقافي والحضاري.
وأبدى المشاركون تصميم الجانبين السوري والروسي على تذليل الصعوبات والارتقاء بالنموذج المتميز للعلاقة الوثيقة بين الشعبين والبلدين.
وتم خلال اللقاء التوقيع على اتفاقية للتعاون وتبادل الخبرة بين جامعة دمشق والجامعة التربوية الحكومية الروسية.
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو قال الدكتور طباع إن لقاء اليوم “بحث تطوير أدوات تعليم اللغة الروسية في المدارس السورية بالتعاون مع الجامعة التربوية الحكومية الروسية ومشاركة المدرسين والجهاز التعليمي المختص في روسيا بما يمكن أن يطور ويغني تعليم اللغة الروسية”.
ولفت الدكتور طباع إلى أن كل الجهات الروسية والسورية متفقة على أن يكون هناك برنامج عمل مشترك يطور علاقات البلدين من خلال عدد من الأنشطة المشتركة.
وفي مقابلة مماثلة قال رئيس الجامعة التربوية الحكومية الروسية “إننا نتعاون مع سورية منذ سنوات ونأمل أن تضيف زيارة الوفد السوري الحالية دفعا جديداً إلى تعاوننا المشترك”.
وأضاف لوبكوف “إن لقاء وزيري التربية في البلدين أمس أسفر عن نتائج جيدة ونحن الآن بصدد وضع خطط لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه وسنكون في سورية بعد أسابيع قليلة من أجل ذلك”.
من جهتها أكدت مديرة معهد اللغات التابع للجامعة يلينا تشيرنيشوفا أن التبادل بين الثقافة السورية العريقة والثقافة الروسية الضخمة يفتح الطريق لتوحيد المناهج التربوية.
وأوضحت تشيرنيشوفا أن مناقشات اليوم أظهرت عزم وتصميم الجانبين على تعميق التعاون في المجال التربوي مؤكدة تصميم روسيا على تمتين وتحسين مستوى اللغة الروسية في سورية.
بدوره شدد رئيس الاتحاد المسيحي العالمي في روسيا الكسي تشيركيزوف على أن سورية هي إحدى الدول التي تحمل القيم الروحية التاريخية للعالم أجمع لافتاً إلى أن منظمته تعمل على تقديم مساعدات للمواطنين السوريين لتعزيز صمودهم في وطنهم وأرضهم.
وقال تشيركيزوف “نتعاون مع المؤسسات التربوية في سورية ونحاول تقديم مختلف أوجه المساعدة بما يخدم مصالح الشعب السوري” مشيراً إلى أن الجامعة التربوية الحكومية الروسية هي إحدى الجهات الشريكة لمنظمة الاتحاد المسيحي العالمي كما أنها المؤسسة الرئيسة لإعداد وتأهيل المدرسين التربويين في روسيا.
من جانبها ركزت عضو الوفد السوري دانا بشكور على أهمية هذه الزيارة لتطوير اتجاهات التعاون في المجال التربوي مع روسيا وقالت “إن توقيع الاتفاقية بين جامعة دمشق والجامعة التربوية الحكومية يعزز ويطور تعليم اللغة الروسية في سورية وستنتج عنها لاحقاً اتفاقيات وبنود عمل بين الجانبين”.
وفي مقابلة مماثلة أكدت رئيسة هيئة التميز والإبداع المهندسة هالة الدقاق أن طلاب الأولمبياد العلمي السوري الذين يشاركون في مسابقات عالمية وبعد تخرجهم من مدرسة المتميزين وإنهاء دراستهم الجامعية يكملون دراستهم العليا بما فيها الماجستير والدكتوراه في روسيا.
وقالت الدقاق “حالياً هناك 200 طالب من المتميزين في روسيا وكل سنة يزيد العدد بين 40 و50 طالبا حيث يدرسون في أكبر ثلاث مدن روسية وباللغة الروسية ضمن اختصاصات البرمجة والهندسة والليزر وغيرها” لافتة إلى أهمية مشاركة الطلاب السوريين في مخيمات مدرسية إلى جانب الطلاب الروس لتعلم وإتقان اللغة الروسية لأن اللغة هي الحامل الأساسي للثقافة والقيم والمبادئ.
وكان الوفد السوري شارك بافتتاح منتدى موسكو الدولي السنوي السابع للسلام والدين تحت شعار (الحوار الديني والثقافي في فضاء العالم المعاصر).
كما تضمنت زيارته توقيع اتفاقية تعاون وتبادل خبرة بين الأمانة السورية للتنمية والاتحاد المسيحي العالمي ومذكرة تعاون علمي بين هيئة التميز والإبداع ومعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا.